جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه الدولة الإسلامية
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 118)

وخصائص ، لكي يهبّ أفراد المجتمع بكلّ حماس وإيمان لتقوية الجيش الإسلامي ، كما يعي الجيش مسؤوليته بطاعة آمريه وقادته وينطلق نحو تحقيق الأهداف الإلهية المقدّسة .
وهنا تطالعنا بعض الخصائص التي أخذتها الثقافة الإسلاميّة بنظر الاعتبار بالنسبة لكلّ فرد من أفراد المجتمع ، فعلى سبيل المثال لو طالب القائد أحد جنود الإسلام بالفداء والتضحية ، فإنّه ينبغي له قبل ذلك أن يكون التعامل معه بمنتهى الشفقة والرأفة الأبوية ، وإن أراد أن يكون محبوباً في أوساطهم وجب عليه ضمان حاجاتهم المادّية ، وإن توقّع منهم الشفقة عليه وإرادة الخير له لزم أن يعاملهم بالعدل والإنصاف .
أمّا الوصيّة الاُخرى لعليّ (عليه السلام); والتي تتناول الوظائف المتبادلة بين القائد والأُمّة والقائد والجندي ، إنّما تتمثّل بضرورة وقوف القادة والاُمراء على كافّة أبعاد الأفراد ممّن تحت إمرتهم وقيادتهم ، إلى جانب الالتفات إلى كافّة حاجاتهم المادّية والمعنوية ، فالقائد ليس بناجح إذا اقتصر همّه على الأُمور المعنوية بينما أهمل النواحي المادّية لأفراد المجتمع ، والعكس صحيح أيضاً .
إنّ إحدى الحاجات الروحية والمعنوية لجند الإسلام ـ والتي لا ينبغي إغفالها أبداً من قبل القائد ـ إنّما تتمثّل بالتشجيع والثناء والتقدير ليتسنّى له القيام بوظيفته في خوض غمار الجهاد والاستعداد للشهادة .
ومن حقّ هؤلاء الأفراد الذين ينهضون بهذه المسؤولية الخطيرة ويضحّون بأنفسهم من أجل نشر الدين وضمان أمن وسلامة المجتمع أن يحظوا بكلّ ثناء وإكبار من قبل الولاة والحكّام ، وأن يشعروا دائماً بأنّ جهودهم وتضحياتهم محفوظة تحظى بالاهتمام والشكر والتقدير وتشجيع الولاة واُمراء الجيش ، ممّا يسبّب مضاعفة جهود المقاتلين من ناحية ، ومن ناحية اُخرى يدفع بالجنود
(الصفحة 119)

المتكاسلين الخاملين والمتساهلين أن يبادروا ـ كبقيّة المجاهدين ـ نحو سوح الوغى وميادين القتال بشوق وحماس ، ويُرَغَّبوا في التضحية في سبيل الأهداف العليا . فقد قال (عليه السلام):
«وَوَاصِلْ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَتَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلاءِ مِنْهُمْ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَتُحَرِّضُ النَّاكِلَ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ» .

آفة التمييز وعدم المساواة



كما يرى الإمام (عليه السلام) ضرورة تشجيع وتقدير الأفراد من أجل تقوية معنوياتهم وبلورة شخصياتهم ، فإنّ هنالك أمراً آخر أعظم ضرورة يتمثّل برعاية العدالة في ممارسة هذا التشجيع والثناء والتقدير .
وعلى الوالي أن يدرك بأن ليس هناك من آفة من شأنها زعزعة اُسس وقواعد المجتمع وانهيار روحيات أبنائه وتصدّع كيانهم أعظم من عدم رعاية العدالة والتعامل العنصري مع سائر أفراد المجتمع .
وبعبارة اُخرى: لا ينبغي أن يرى في المجتمع الإسلامي مَن يتفانى في خدمة الأُمّة ثم يُكافأ بأقلّ من جهده ، بينما يولى الوالي مزيداً من الاهتمام والثناء لمن لم يجهد نفسه في مثل ذلك في العمل . فإنّ مثل هذا الأمر ـ وناهيك عن كونه مناهضا لروح العدل ومبادىء الإسلام ـ يشكّل ضربة قاصمة للمجتمع الإسلامي ، ويثبّط عزيمة الناشطين من أفراد المجتمع ، ويقتل فيهم لهيب الحركة والعمل .
وعليه فكما ينبغي للوالي عدم الغفلة عن تفقّد أفراده وتشجيع المستحقّ منهم ، عليه أيضاً أن يراعي العدل في هذا التشجيع ويتحفّظ عن كلّ تمييز وتفرقة .
وعلى هذا الضوء فإنّ الحاكم مكلَّف بالثناء على أفراده ـ ولاسيّما أبناء القوّات
(الصفحة 120)

المسلّحة ـ بالاستناد إلى طبيعة الأعمال والجهود المبذولة والاستحقاق بعيداً عن شهرة الأفراد وسائر امتيازاتهم من قبيل الغنى والفقر والشرف والضعة وغير ذلك ، فقد قال (عليه السلام):
«ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى ، وَلاَ تَضُمَّنَّ بَلاءَ امْرِئ إِلَى غَيْرِهِ ، وَلاَ تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَايَةِ بَلائِهِ ، وَلاَ يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلائِهِ مَا كَانَ صَغِيراً ، وَ لاَ ضَعَةُ امْرِئ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلائِهِ مَا كَانَ عَظِيماً» .

منزلة القرآن والسنّة في المجتمع الإسلامي



يحظى القرآن والسنّة بمكانة رفيعة ودرجة سامية في المجتمع الإسلامي ، ولا تقتصر هذه الرفعة والسموّ على القدسية الظاهرية للقرآن والسنّة فحسب ، بل تشمل القدسية العملية بما فيها التمسّك بالمفاهيم العظيمة لهذين المرجعين وتحكيم القرآن والسنة في القضايا الإسلاميّة .
بعبارة اُخرى: أوّلاً يعتبر القرآن والسنّة مصدرين لكافّة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها ، وثانياً إذا أقبلت الفتن واشتبه الحقّ بالباطل ، فإنّ الملاذ والفرقان هو القرآن والسنّة .
ولابدّ هنا من تسليط الضوء على بعض المقدّمات ، من أجل الوقوف على مكانة القرآن والسنّة في المجتمع الإسلامي:

مفهوم السنّة

يُطلق اصطلاح السنّة على كلّ ما يصدر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من قول أو فعل أو تقرير:
(الصفحة 121)

* الأوّل: قول المعصوم
من السنّة قول المعصوم كأن يُسأل: ما الجهاد الأكبر؟ فيجيب: جهاد النفس .
* الثاني: فعل المعصوم
كأن يطالعنا التأريخ بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يجلس على هيئة الحلقة مع أصحابه . أو ما يُرى أنّ أحداً لم يتقدّم عليه (صلى الله عليه وآله)في السلام طيلة عمره الشريف وغير ذلك ، فمثل هذه الأفعال والتصرّفات تسمّى بفعل المعصوم .
* الثالث: تقرير المعصوم
يصطلح بتقرير المعصوم في حالة صدور فعل من شخص أمام أحد المعصومين ولم يصدّه عنه ولم يردعه .

مفهوم المحكم والمتشابه في القرآن

تقسّم الآيات القرآنية إلى قسمين: محكم و متشابه . ويراد بالآيات المحكمة: تلك التي تحمل معنى واحداً صريحاً أو لها ظهور واحد ، أمّا المتشابهة فيراد بها: تلك التي تحتمل أكثر من معنى .

احتمال التشابه في السنّة

يعتقد البعض بأنّ الأحاديث على غرار القرآن تشتمل على محكم ومتشابه ، ولا نرى هذا الاعتقاد صائباً; لأنّنا نعتقد بأنّ السنّة جاءت لتبيين القرآن ، فلو اشتملت على المتشابه سوف لن يكون لدينا من تفسير للقرآن ، ولا سيّما للآيات المتشابهة والمطلقة وغيرها .
وهذا ما جعلنا نعتقد بأنّ السنّة تقتصر على الأحاديث المحكمة . وعلى ضوء هذه المقدّمات نستطيع أن نقف على كلمات الإمام (عليه السلام) ، حيث قال:

(الصفحة 122)

«وَارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ ، وَيَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَوْم أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} (1) فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ: الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ ، وَالرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ: الأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ» .
والذي نفهمه من كلام الإمام (عليه السلام) ـ ولاسيّما باستشهاده بالآية القرآنية في الرجوع إلى القرآن والسنّة ـ أنّ أوامر النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) على نوعين:
* أوامر بيان الأحكام الشرعية
* الأوامر الولائية ـ الحكومية ـ
حين يبيّن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة المعصومون (عليهم السلام) الأحكام الشرعية ، ويتحدّثون عن الحلال والحرام ، ويدعون الأُمّة إلى الإتيان بالواجبات واجتناب المحرّمات وغير ذلك ، فإنّما يوردون ذلك في إطار بيانهم لأحكام الله ، فلما أسّسوا الحكومة فأصدروا أوامرهم للاُمّة بالتهيّؤ للقتال وإعداد العدّة وما إلى ذلك ، فإنّما يطلق على أوامرهم في هذه الحالة بالأوامر الحكومية ، وهي غير الأحكام التي أوحِيَت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القرآن .
وهذا سرّ تكرار كلمة «أطيعوا» في الآية الشريفة {أطيعوا الله} أي في الأحكام ، {أطيعوا الرسول} أي في الأوامر الحكومية .
وعلى هذا الأساس لم تتكرّر لفظة «أطيعوا» في أولي الأمر الذين هم الأئمة المعصومين (عليهم السلام); لأنّ المراد الأوامر الحكومية وقد انتقلت حكومته (صلى الله عليه وآله) إلى الأئمّة (عليهم السلام) .

  • 1 . سورة النساء ، الآية 59 .