جستجو در تأليفات معظم له
 

قرآن، حديث، دعا
زندگينامه
کتابخانه
احکام و فتاوا
دروس
اخبار
ديدارها و ملاقات ها
پيامها
فعاليتهاى فرهنگى
کتابخانه تخصصى فقهى
نگارخانه
پايگاه هاى مرتبط
مناسبتها
معرفى و اخبار دفاتر
صفحه اصلي  

كتابخانه فقه حماة الوحی
صفحات بعد
صفحات قبل
(الصفحة 165)

ومَن يُقتل من أهلها قتلا ومن يموت منهم موتاً»(1) .
يقول ابن أبي الحديد: «روى أبو عمر محمّد بن عبدالبرّ في كتابه الاستيعاب عن جماعة من الرواة المحدّثين قالوا: لم يقل أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) : سلوني قبل أن تفقدوني  إلاّ عليّ بن أبي طالب.
وقال: «روى شيخنا أبو جعفر الإسكافي في كتابه نقض العثمانية ، عن علي بن الجعد ، عن ابن شبرمة قال: ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر: «سلوني إلاّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) » .
ثمّ خاض ابن أبي الحديد في الاُمور الغيبية التي أوردها أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: «لقد أقسم علي بالله الذي نفسه بيده أنّهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلاّ أخبرهم به ، وأنّه ما صحّ من طائفة من الناس يهتدي بها مائة ، وتضلّ بها مائة إلاّ وهو مخبر لهم ـ إن سألوه ـ برعاتها وقائدها وسائقها ، ومواضع نزول ركّابها وخيولها ، ومَن يقتل منها قتلاً ، ومَن يموت منها موتاً ، وهذه الدعوى ليست منه (عليه السلام) ادّعاء الربوبيّة ، ولا ادّعاء النبوّة ، ولكنّه كان يقول: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبره بذلك» .
ثمّ أراد أن يؤكّد أ نّ ما قاله عليّ في ادّعائه علم الغيب إنّما هو عين الصواب فقال: «ولقد امتحنّا إخباره فوجدناه موافقاً ، فاستدللنا بذلك على صدق الدعوى المذكورة»(2) .
ثمّ قال: لقد حدث كلّ ما أُخبر عنه ، فقد قال قبل موته بسنوات: كأنّي بالشقي وقد خضّب هذه بهذه ، أي ضربة ابن ملجم ، ثمّ أخبر عن قتل ابنه الحسين في

  • (1) نهج البلاغة لمحمد عبده: 233 ـ 234 .
  • (2) طبعاً لا نحتاج إلى اختبار ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) ويشاركنا في ذلك السنّة ونفس ابن أبي الحديد ، ولكن ليس هنالك من سبيل لمن لا يعتقد بمقام علي سوى وقوع الحوادث طبقاً لما أخبر عنها .

(الصفحة 166)

كربلاء واستشهاد تلك العصابة معه(1) ، وما أحرانا أن نورد بعض الأخبار الغيبية كما ذكرها ابن أبي الحديد ، والأفضل في ذكر وصف المحبوب أن يأتي على لسان الآخرين لا على لسان المحبّ .

الأخبار الغيبية لعلي (عليه السلام) :

1 ـ الإخبار عن حكومة معاوية .
2 ـ حكومة الحجّاج بن يوسف الثقفي .
3 ـ قصّة الخوارج ومعركة النهروان .
4 ـ إخبار بعض أصحابه بالقتل والصلب .
5 ـ قتاله للناكثين والقاسطين والمارقين .
6 ـ عدد أصحابه الذين يهبّون لنصرته من الكوفة في قتال أهل البصرة .
7 ـ إخباره عن صلب عبدالله بن الزبير ووصفه بأنّه رجل مخادع لا يظفر بما يريد ويتشبّث بالدين من أجل الدنيا .
8 ـ الإخبار عن خروج الرايات السود من خراسان ، والتصريح بأسماء بني زريق من خراسان الذين يوالون حكومة بني العباس .
9 ـ إخباره عن بعض الزعماء من ذرّيته في طبرستان ، مثل الناصر والداعي وغيرهما .
10 ـ إخباره عن قتل النفس الزكيّة في المدينة قرب موضع أحجار الزيت والإخبار عن قتل أخيه عند باب حمزة بعد أن يظهر ثمّ يفشل .
11 ـ قصّة إسماعيل بن جعفربن محمّد (عليهم السلام) ووصفه بذي البداء والمسجّى بالرداء .
وتوضيح ذلك: أنّ بعض الروايات صرّحت بالبداء في إمامة إسماعيل حيث

  • (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7: 46 ـ 48 .

(الصفحة 167)

شاء الله أن يتغيّر مسار الإمامة التي كانت إليه ـ طبعاً ذكرنا مسألة البداء في محلّهاـ ولمّا حضرت إسماعيل الوفاة طرح أبو عبدالله جعفر بن محمّد (عليهم السلام) عليه رداءً ، ثمّ وضعه في لحده مع عدد من كِبار الشيعة ليوقن الجميع بموت إسماعيل .
12 ـ إشارته إلى حكومة بني بويه بقوله: يخرج من الديلم من «بني صيّاد» ، يذكر أنّ والده كان يصيد السمك ويبيعه ، كما أخبر بأنّ بني بويه يسيطرون على الزوراء ويعزل الوزراء ، وهنا قام له رجل فسأله: ما مدّة حكومتهم؟ فقال (عليه السلام) : مائة عام أو أقلّ بقليل .
13 ـ إخباره عبدالله بن العباس بأنّ الحكومة ستؤول إلى ولده ، فقد ولد لابن عباس ولد يُدعى «علي» فأتى به إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فجعل شيئاً من لعابه في فمه ومضغ تمرة فجعلها في فمه وقال: خذه فإنّه أبو الملوك (1).

الروايات وعلم غيب الأئمّة (عليهم السلام) :

تتّضح بجلاء الشخصية العلمية للإمام من خلال البحث في الأخبار والآيات القرآنية في أنّه لا ينطق سوى عن الغيب ، وأنّ ذلك ممّا علّمه إيّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو أفاضه عليه الحقّ تبارك وتعالى .
فأدنى نظرة إلى القرآن تفيد أنّ أهل البيت صفوة حظيت بعناية الله ، الأمر الذي جعل بصيرتهم تخترق حجب الحوادث الكونية ، بل تقف على كنه العالم وتحيط بأسرار القرآن وخفايا الحوادث والقصص المُستقبلية ، وأنّ القرآن قد رسم صورتهم العلمية الحقيقيّة .
ورد في الخبر أنّ زرارة سأل الإمام الباقر (عليه السلام) عن الآية: {وَكَانَ رَسُولا نَبِيّاً}(2)الإمام مامنزلته ؟قال:«يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك» ثمّ استدلّ (عليه السلام) بقوله

  • (1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7: 48 ـ 50.
  • (2) سورة مريم: الآيتان 51 و 54.

(الصفحة 168)

تبارك وتعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُول وَلاَ نَبِىٍّ وَلاَ مُحدَّث»(1)،(2) .
وروى الحسن بن محبوب ، عن الأحول ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث قال: «أمّا المحدّث فهو الذي يحدّث فيسمع ، ولا يعاين ولا يرى في منامه»(3) .
وأجاب الإمام الرضا (عليه السلام) الحسن بن العباس قائلا: «والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص»(4) .
فمضمون هذه الروايات المتواترة يفيد أنّ للإمام (عليه السلام) أُذُناً تجعله يطّلع على الأسرار والإحاطة العلمية ، وهذه غير ظواهر الكتاب وتعليم رسول الله (صلى الله عليه وآله)  .
أجل ، فالقرآن يعتبر الأئـمّة (عليهم السلام) شُهداء على الناس يوم القيامة ، وأنّى لهم الشهادة على الآخرين ما لم يطّلعوا على أعمالهم؟ فقد روى بريدة العجلي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه تلا: {لِيَكُونَ الْرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} فقال: فرسول الله (صلى الله عليه وآله) الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله تبارك وتعالى ، ونحن الشُهداء على الناس ، فمن صدّق يوم القيامة صدّقناه ومن كذّب كذّبناه»(5) . فما الذي يفيده هذا الخبر؟ فالإمام شاهد على الأعمال ، والنبيّ شاهد على الأئـمّة (عليهم السلام)  ، النبيّ يشهد أنّه علّم الأئـمّة الغيب وأوامر الله ، فالنبيّ شاهد والأئـمّة شهداء على الناس في محكمة العدل الإلهي ، وأنّ أعمال الاُمّة ليست بخافية عليهم ، وعلى هذا أفلا ينبغي التصديق بعلمهم بالغيب وكافّة الحوادث وأعمال الاُمّة؟

  • (1) اقتباس من سورة الحج: الآية 52.
  • (2) الكافي 1: 176 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ح1 . لم ترد في القرآن كلمة «ولا محدّث» . الأمر الذي يلزم أن يقال: إنّ هذا من باب تأويل الآية .
  • (3) الكافي 1: 176 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ح3 .
  • (4) الكافي 1: 176 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ح2 .
  • (5) الكافي 1: 191 الرواية الرابعة : باب أنّ الأئمّة شُهداء الله على خلقه ذ ح 4 .

(الصفحة 169)

بحث مختصر حول آية قرآنية :

صرّحت آخر آية من سورة الحج قائلة: {وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْوَمَاجَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}(1) .
فظاهر الآية يفيد أنّها خطاب لصفوة من زُعماء الدين ، ويؤيّد ذلك:
1 ) عبارة {هَوَ اجْتَبَيكمْ} التي تدلّ على الاختيار والامتياز .
2 ) كلمة {أَبِيكُمْ} لأ نّ إبراهيم هو أب الأئـمّة الأطهار (عليهم السلام) لا جميع المسلمين .
3 ) عبارة {هَوَ سَمَّيكُمُ الْمُسْلِمِينَ} وذلك لأنّ إبراهيم سأل الله صفوة من ذرّيّته مسلمة منقادة لله ، وقد تناولنا ذلك مسبقاً خلال شرح الآية الكريمة {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسِلمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}(2) .
وبناءً على هذا فإنّ العبارة: {لَيَكُونَ الْرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} خطاب لزعماء الدين ولا سيّما الأئـمّة الأطهار (عليهم السلام)  ، مضافاً إلى أنّ «الشاهد» غير المدّعي والمنكر ، فالمنكر أو المدّعي هم «الناس» . وحقّاً لابدّ أن يكون الشاهد أُناساً آخرين عالمين بأعمال كافّة الناس ، وإذا تعاملنا مع كلمة «الناس» على ظهورها فإنّها تعني جميع العالمين ، فنستطيع القول بأنّه ليس هنالك عمل لأيّ فرد يخفى على زعماء الدين وأئـمّة المسلمين . وهكذا يتّضح ـ على ضوء هذا الاستدلال ـ قول الإمام الباقر (عليه السلام) : «ونحن الشُهداء على الناس» .
نعم ، فالأئمة الأطهار (عليهم السلام) هم الصفوة من وجهة نظر القرآن التي اُختيرت من أجل زعامة الأُمّة: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (3). قال سورة

  • (1) سورة الحجّ: الآية 78 .
  • (2) سورة البقرة: الآية 128 .
  • (3) سورة فاطر: الآية 32.